قطينة المنكوبة بالتلوث بانتظار معجزة تعيدها إلى الحياة صورة ليلية لمعامل الأسمدة قرب قطينةعلي حسّون
هذا التحقيق ينشر بالترتيب مع
شبكة أريجخليط من الضجيج والروائح والمفرزات الناتجة عن ثلاثة مصانع أسمدة مع
مخلفات الرحبة العسكرية ومصفاة البترول القريبة من هذه القرية الزراعية
الوادعة المطلة على بحيرة قطينة حوّلها إلى منطقة منكوبة بيئياً يتعايش
سكانها مع أمراض مستعصية بين تحسّس وضيق تنفس وسرطانات وتشوّهات خلقية
قلبت حياتهم إلى جحيم مزمن وسط حالة من الإهمال الرسمي والمراقبة غير
الفعالة.
في هذه البؤرة البيئية الأصعب في سورية، تختزل معاناة عائلة طلال
الطرشة المصائب الصحية التي ضربت سكان قطينة التي تجترّ مأساتها منذ ربع
قرن حتى اليوم، بدءاً بالجدة مريم 64 عاماً مروراً بكنتها «ريم» وانتهاء
بحفيدتها «لارا» التي لم تكن لتعرف ماذا يعني أن يكون عمر عظامها سنتين
ونصف بينما أكملت هذا الشتاء عامها الخامس. كانت فقط تعرض معصميها
النحيلين بشدّة بناءً على طلب أمها ذات الأربعين عاماً التي أجرت مؤخراً
عملية لاستئصال سرطان ضرب الكولو