قد يبدو للإنسان أنه اقترف كل الذنوب و أنه هالك لا محالة ... تظلم الدنيا بين عينيه و يتسرب اليأس إلى قلبه فيزداد بـعدا عن طريق الحق و يجره الشيطان نحو براثين الضياع . . . . . لكن مهلا أخي و أختي . . . .
إنه " الرحيم " إنه " الغفور " إنه " التواب " . . . إنه القائل : ". . . و لا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون . . . "
إنه الحضن الدافئ الذي لا يرد عبده إذا التجأ إليه باكيا نادما على ما فعله ، مهما أخطأت كلما استغفرت غفر لك . . .
و هذه بعض الأمثلة اقرأها ثم اختر طريقك :
* حكي عن بعض الخائفين أنه قال : كان في جواري شاب و كان يتشاغل بالبطالة و الجهالة ما رأيته من السكر قط صاحيا و عهدي به البارحة و قد رفع صوته على أمه في ساعتي هذه ، فأخبرتني أنه أصبح ميتا من غير علة و لا مرض ، و سألتني في كفنه فزجرتها و قلت : الحمد لله الذي أراحنا منه ، فمضت مدحورة . . فرق لها قلبي و قلت : إن الرحمة لا تضيق على المذنبين من أمة محمد صلى الله عليه و سلم فبعثت من ساعتي في طلبها و عزيتها و صبرتها و اشتريت لها كفنا و حضرت جنازته ، فعرفني بعض أصحابنا أنه رآه في المنام و أنه سأله ما فعل الله به ؟ فقال : قدمت على الله تعالى و كنت قد دخلت قبل وفاتي الحمام ، فرأيت شخصا مقعدا ( مشلولا ) ، فتوليت غسله و نظافته و حملته إلى بيته فقال : غفر الله لك ذنوبك كلها فصادفت دعوته إجابة فغفر الله لي و أنا في الجنة مع من غفر الله لهم .
*قال أحد الأخيار : حرجت يوما لزيارة القبور فإذا بقوم يحملون جنازة فتقدمت إليها و صليت بهم ثم شهدت دفنها فنعست نعسة فأتاني آت فقال لي : قد غفر الله لهذا الميت على ظلمة ذنوبه ، فانتبهت مرعوبا فأخبرت بذلك أم الميت فقالت : الحمد لله رب العالمين و الله لقد كان مسرفا على نفسه ، فلما نزل به الموت بكى و قال لي : يا أماه ضعي خدي في الأرض و التراب ففعلت ذلك ، فقال : ضعي قدمي على خدي و ادعي الله و استوهبيني منه فلعله يرحمني و اقلعي فص خاتمي و تصدقي بثمنه فعسى الله يرحمني ، فقلت لها : قد غفر الله له و رحمه ، ثم أخبرتها بالذي رأيت .
فالله الله معشر المخلصين تضرعوا إلى ربكم قبل يوم موتكم فعساه يرحمكم و يتجاوز عن سيئاتكم ، فذلك عليه يسير و هو على كل شيء قدير .
أرى الأزواج تنكح إن هلكت * * * * * و يقسم وارثي ما قد تركت
ولا يبقى الوداد بـقـلب خــل * * * * * إذا انقطع الرجا مني و مت
و ينساني الصديق فما يبالي * * * * * أمر به و يعرض إن ذكرت
و يشمت بي رجال من سفاه * * * * * و ما قد كنت قط بهم شمت
و لست بحاصل إلا على ما * * * * * من الأعمال في الدنيا عملت
فياذا العرش عفوا عن ذنوبي * * * * * و عن زللي و ما كنت اجترمت
و شفع فيّ نبيك حين أدعى * * * * * غداة العرض إن تفعل نجوت