" التجارة العالمية" بعد 60 عاما.. جولات مستمرة لإق

" التجارة العالمية" بعد 60 عاما.. جولات مستمرة لإقناع أمريكا بالحرية الاقتصادية
حققت منظمة التجارة العالمية بعد
إتمامها أمس ستين عاما على إنشائها الكثير من أهدافها الأساسية التي تدور
حول تحرير تجارة تبادل البضائع والخدمات بين دول العالم، وهو مايعني تبني
النظام التجاري المتعدد الأطراف.
وشهدت العشرون عاماً الماضية نموا
استثنائيا في التجارة العالمية، فقد زادت صادرات البضائع بمتوسط 6 في
المائة سنوياً وساعدت الجات ومنظمة التجارة العالمية على إنشاء نظام تجاري
قوي ومزدهر مما أسهم في نمو غير مسبوق.
وتطور النظام من خلال سلسلة
من المفاوضات أو الجولات التجارية التي انعقدت تحت راية الجات, فقد
تناولات الجولات الأولى بصفة أساسية خفض التعريفات، وشملت المفاوضات
التالية مواضع أخرى مثل مقاومة الإغراق والإجراءات التي لا تخص التعريفات،
إذ أدت الجولة الأخيرة من 1986 إلى 1994 إلى إنشاء منظمة التجارة
العالمية.
ولم تنته المفاوضات عند هذا الحد, بل استمرت بعض المفاوضات
بعد نهاية جولة أورجواي. في شباط (فبراير) 1997 تم الوصول إلى إتفاقية
بخصوص خدمات الاتصالات السلكية اللاسلكية مع موافقة 69 حكومة على إجراءات
تحريرية واسعة المدى تعدت تلك التي تم الاتفاق عليها في جولة أورجواي.
في
العام نفسه أتمت 40 حكومة بنجاح مفاوضات خاصة بالتجارة دون تعريفات خاصة
بمنتجات تكنولوجيا المعلومات، كما أتمت 70 من الدول الأعضاء اتفاقا خاصا
بالخدمات المالية يغطى أكثر من 95 في المائة من التجارة البنكية والتأمين
والأوراق المالية والمعلومات المالية.
كما وافق أعضاء منظمة التجارة
العالمية في الاجتماع الوزاري في أيار (مايو) 1998 على دراسة مواضع
التجارة الناشئة من التجارة الإلكترونية العالمية.
وفي عام 2000 بدأت
مفاوضات جديدة خاصة بالزراعة والخدمات" جولة الدوحة"، وهي المهمة التي لا
تزال المنظمة الدولية تخوض غمارها بغية إخضاع أمريكا للقوانين التي قامت
على أساسها المنظمة، إذ سعت المنظمة خلال عام 2007 إلى الانتهاء من هذا
الملف عبر طرح العديد من المبادرات الهادفة للتوفيق بين متطلبات أمريكا
والاتحاد الأوروبي والدول النامية من البرازيل والهند والصين.
ويعلق
باسكال لامي أمين عام منظمة التجارة العالمية بالقول" نستطيع أن نعزز بشكل
كبير نظاما قدم الكثير لجعل العالم مكانا أفضل من خلال تقديم دورة الدوحة
التجارية التي هي عبارة عن اتفاقية هدفها التنمية".
و أشار لامي إلى أن
النظام التجاري العالمي كان مصدرا للانتعاش والاستقرار لمدة ستة عقود و قد
ركز على فترة نمو اقتصادي غير مسبوقة كما وفر بيئة في الكثير من الدول
عملت على الارتقاء بمستويات التنمية والتقليل من حدة الفقر.
أنشئت
منظمة التجارة العالمية في 1995. وهي واحدة من أصغر المنظمات العالمية
عمراً حيث إن منظمة التجارة العالمية هي خليفة الاتفاقية العامة للتعريفات
والتجارة (الجات)والتي أنشئت في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وهكذا
وبالرغم من أن منظمة التجارة العالمية مازالت حديثة فإن النظام التجاري
متعدد الأطراف الذي تم وضعه في الأصل تحت الجات قد بلغ عمره خمسين عاماً.
احتفل النظام باليوبيل الذهبي في جنيف في 19 أيار (مايو) 1998 بحضور
العديد من رؤساء الدول وقادة الحكومات.
إن منظمة التجارة العالمية هي
المنظمة العالمية الوحيدة المختصة بالقوانين الدولية المعنية بالتجارة بين
الأمم. إن مهمة المنظمة الأساسية هي ضمان انسياب التجارة بأكبر قدر من
السلاسة واليسر والحرية.

شكرا على الموضوع
أمريكا استولت على اقتصاد العالم